|
التسريب ... رعب يطارد المتكممين
نعم .. مع تطور عملية قص المعده الطولي و أنتشارها ... نشأت دراسات عديده و مختلفه في العالم للحد من خطر التسريب الذي تقلص الى أقل من 3% ... وأغلب هذا التسريب يمكن علاجه و أكتشافه في وقت مبكر .
إن أسباب التسريب هي ( تقنيه تعود لخبرة الجراح ,أسباب ميكانيكيه نتيجة زياده في ضغط المعده , او أسباب متعلقه بقلة الترويه ) لكن ولنكن منصفين إن أغلب حالات التسريب لايمكن تحديد السبب فيها . الا اننا يمكننا تفاديها والتقليل منها بشكل كبير .
إن أغلب التسريب يحدث في منطقة المعده القريبه من المريئ والتي تم تدبيسها وقصها .. اي من منطقة الدباسات .. و أحتمالية التسريب تكون أكبر في الأيام الأولى بعد العمليه وتقل تدريجيا بعد عدة أيام ولمدة أسبوعين وتبقى أحتماليه ضعيفه جدا لغاية شهر من العمليه . إن التسريب المبكر بعد عملية تدبيس وقص المعده أي في الثلاث الأيام الأولى من العمليه هو الأخطر و الذي يشكل رعبا لكل من الجراح والمريض .. حيث إن التعامل مع هذا النوع من التسريب غالبا ما يحتاج الى تدخل جراحي عاجل وتغذيه وريديه طويله ومعاناة للمريض يمكن أن تطول .
أما التسريب المتأخر و لحسن الحظ يمكن علاجه بالطرق التحفظيه وغالبا لا يشكل خطر على حياة المريض
إن علامات التسريب الأوليه هي تسارع في نبضات القلب و أرتفاع في درجة الحراره .. هذه العلامات تجبر الجراح على الفور لإتخاذ إجراء سريع وتصوير المريض للتأكد من عدم وجود تسريب .
إن تفادي التسريب يقع على عاتق كل من الجراح والمريض ... حيث أن على الجراح تحضير المريض بشكل جيد قبل العمليه ... أجراء الفحوصات الازمه له .. أجباره على التوقف عن التدخيين و التأكد من أن المريض لا يتناول بعض أنواع الأدويه التي يمكن أن تؤثر على التحام جرح المعده مثل الستررويدات .
كما على الجراح أتباع جميع الخطوات التقنيه خلال العمليه و التي تقلل من أحتمالية التسريب .. مثل نوعية الدباسات وعدم تضيق المعده بشكل كبير ..
ما بعد ذلك وبعد أتخاذ جميع الأحتياطات الازمه من قبل الجراح تقع المسؤوليه على المريض .... بحيث يجب عليه أتباع تعاليم الطبيب ما بعد العمليه بدقه متناهيه و التقيد بالنظام الغذائي الخاص بالعمليه.
في النهايه إن التسريب هي أحد المضاعفات المحتمله بعد عملية التكميم وهي حقيقه يجب أن يتم توضيحها للمريض قبل العمليه ... وعلى الطبيب والمريض مواجهتها سويا في حالة حدوثها لا سمح الله
الدكتور طارق عطية
استشاري في الجراحة العامة وجراحة المنظار والسمنة
|